الحرف اليدوية أو الصناعة التقليدية المغربية هي جزء من التراث الوطني المغربي بل تعتبر حرفآ مارسها
الصانع المغربي عبر قرون من الزمن وبهذ تكون موروث حضاري تتعاقبه الأجيال ، بل لا يكاد يخلو منزلآ في
المغرب دون وجود طابع للصناعة التقليدية المغربية
ونظرآ لمهارة الصانع المغربي ودوقه الرفيع فقد ساهمت الصناعة التقليدية المغربية
في إنعاش السياحة في المغرب
ومن الغريب أن منتوجات الصناعة التقليدية المغربية لم تتأثر بالصناعة الحديثة فدائمآ وعبر عدة سنوات
كانت منتوجاتها الأكثر طلبآ في الأسواق المغربية و العالمية رغم غلاء سعرها
بعد الفتح الإسلامي عرفت بلاد المغرب حضارة وثقافة جديدة، وظهرت صناعات يدوية متطورة، وتطورت أخرى
كصناعة النقود مثلا، و حيث ضربت الدراهم الأولى باسم إدريس الثاني (181 للهجرة). ومن الناحية العمرانية نشطت
حرف تقليدية مرتبطة بهذا الميدان كالنجارة والحدادة والنقش على الحجر والجبص، والزليج والزجاج، وصناعة الرخام
****
وتطورت الحرف والفنون التقليدية في عهد المرابطين وفي عهد الموحدين، إذ عرف المغرب حركة عمرانية
ونهضة حرفية، وبلغ مرحلة من الازدهار الحرفي على عهد بني مرين،
تلتها مرحلة اضمحلال وتدهور في
عهد الدولة الوطاسية، غير أنه بتولي المولى أحمد المنصور الذهبي السعدي الحكم (1576م)
عمد إلى تنشيط الناحية التجارية لدى سكان البادية وتشجيعهم على أعمال البيع والشراء، وإنعاش الصناعات
التقليدية القروية حيث تم إحداث ما سمي بالقرى الصناعية في البادية لأول مرة في تاريخ المغرب
وكان للوافدين من الأندلس الى المغرب الأفصى تأثير إيجابي على الصناعة التقليدية، إذ
استنبطوا المياه وأحدثوا الأرحية الطاحنة بالماء، وعلموا أهل البادية أشياء لم يكونوا يعلمونها
و تضررت الحرف التقليدية بدخول المغرب في عهد الحماية (1912-1956) نتيجة فقدان
المجتمع المغربي لذلك التوازن المتواصل قبل هذه المرحلة بين مدنه وبواديه، فقد سهل نظام
الحماية تغلغل نمط الإنتاج الرأسمالي ببنياته الصناعية ومؤسساته التجارية وبضائعه المتنوعة، الأمرالذي
انعكس سلبا على الحرف بشكل تدريجي جراء المنافسة غير المتكافئة للتجارة الأوروبية
****